الاثنين، 11 فبراير 2019

[2] هل تثبت إمامة الإمام بروايته؟ وهل يستلزمُ ذلك الدور؟

بسم الله الرحمن الرحيم


السؤال:
هل تثبت إمامة الإمام بروايته؟ فلو قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أنا حُجَّةُ الله، وقد نصَّ عليَّ أبيَّ)، ألا يستلزم ذلك الدور؟

الجواب:
في مقام إثباتنا لإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، يجب التفريق بين زمان (عدم اكتمال عدد الأئمة) وزمان (ما بعد اكتمال عدد الأئمة)، فيقال في مقام التفريق: إن هذا الإشكال ربما يكونُ وارداً على المكلف في زمن الإمام الكاظم عليه السلام مثلاً؛ لأن المكلف في ذلك الوقت - بحسب الفرض - لا يؤمن بعصمة الكاظم فلا يقدر على تصديق دعواه في الإمامة، ولذلك كانت سيرة الشيعة قائمة على التصديق بالإمام اللاحق إما من طريق النص من الإمام السابق الذي أحرزوا إمامته بدليل يقيني في رتبة سابقة، أو بمعجزةٍ وما شاكل ذلك من الحجج، ومن ذلك خبر مناظرة هشام والشامي حينما ألزمه بضرورة وجود الحجة، سأله الشامي عن تشخيص الحجة في الخارج، فأشار إلى الصادق عليه السلام، وقال: (هذا الجالس الذي تُشَد إليه الرّحال، ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن جده)، وغيرها من الروايات الكثيرة التي تشير إلى طبيعة منهج المكلفين في التثبت من إمامة الإمام، ما يعني أن الشيعة في زمن (قبل اكتمال عدد الأئمة) لم يكونوا يقبلون رواية الإمام في النص على إمامته إلا بعد إحراز صدقه من جهات أخرى كالنص الموثوق عن إمام أحرزوا ثبوت إمامته، أو بمعجزة، وغير ذلك مما يوجب الوثوق، ولذلك كانوا يمتحنون مدعي الإمامة مع أئمتنا ليتميز لهم المحق من المبطل.

أما في زماننا وهو زمان (ما بعد اكتمال عدد الأئمة) فيكفي لنا في التمسك بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام النص المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله في كون عدد الأئمة اثنا عشر وهو خبر متواتر عندنا وصحيح من طرق متعددة عند أهل السنة ومروي في كتب كُتبت قبل ولادة الإمام الثاني عشر، ولا تضرنا دعوى عدم تواتر النص على الأسماء بل يكفي تواتر النص على العدد؛ لأنه اتضح للعيان أنه لا مصداق لأئمة قرشيين هاشميين من أهل بيت النبوة عددهم اثنا عشر إلا أئمتنا عليهم السلام، ومن يدعي الخلاف فعليه أن يأتي بتعدادهم مرتبين مع بيان الموجب للترتيب الذي يدعيه، والأمر سهل.
أما التشكيكات في هذا الحديث فسوف نتطرّقُ لها في مقالاتٍ قادمة إن شاء اللهُ تعالى.