الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

فضيحة ميثاق العسر واعترافه بأنّه كذاب مزوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيحة ميثاق العسر واعترافه بأنّه كذاب مزوّر

تبيّن في كثير من المقالات السابقة اعتماد المتلوّن المرتزق ميثاق العسر على الكذب والتلاعب، ولا بأس أن ننقل شاهداً آخر يشهدُ فيه بنفسه أنّه كذاب مزوّر، عمل على خداع الناس لحماية مرجعيّة أستاذه الحيدري من الإحراج.

وحاصل الأمر: أنّ أحدهم قد سرَّبَ تسجيلاً للسيد كمال الحيدري، وهو تسجيلٌ طويلٌ قد أثار لغطاً كبيراً آنذاك بسبب ما احتواه من تعدٍ وتطاول على بعض الفقهاء، وقد رسم ميثاق العسر حيلةً ليُخرِجَ أستاذه من هذا المأزق المُحرج، فطلب من أحدِ العاملين في مؤسستهم أن يقوم بإجراء بعض التعديل والتقديم والتأخير والحذف على التسجيل الصوتي؛ ليبدو أمام المتابعين على أنّه مُفبرَكٌ مُتلاعَبٌ به، وقد نجحت الحيلة وانطلت على الأتباع، وهذه الحيلة - للكذب على الناس وتبرئة ساحة أستاذه - تمتّ بطلب من ميثاق العسر وفقاً لاعترافه، حيث تم التلاعب بالتسجيل بطلبٍ منه شخصياً، وقد اعترف بذلك في منشور كتبه بتاريخ (17/8/2015)، وهو موثَّقٌ لدينا عبر آلية تصوير الفيديو بالحاسوب فضلاً عن الاحتفاظ بصورته، وسنعرض الصورة فيما يلي، وربما نعرض مقطع الفيديو لاحقاً إنْ تعرَّض هذا المنشور للبتر أو التحريف أو الحذف، ونصُّ عبارته كالتالي:
[وانسياقاً أيضاً: مع مقتضيات المرحلة وتدعايات هذا التسجيل الخطيرة حسب قناعتي، قام أحد الإخوة ممن نعرفهم – وبالتنسيق مع السيد الحيدري وبطلب منّي – بالتعديل والتقديم والتأخير والحذف على نفس الملف الثاني المنشور من هذه المقابلة بتوسّط برنامج: [Sound Forge] الشهير؛ وهذا الأمر ساهم بشكل من الأشكال في إقناع المحبين والمتابعين لسماحته –وخصوصاً الشباب – في وجود فبركة حقيقيّة في هذا التسجيل قام بها أتباع الخط الأموي، ولا زال بعضهم إلى هذه اللحظة مقتنع بذلك...إلخ)، انتهى نصُّ كلامه.
ويمكن أن يظهر لنا من هذا الاعتراف الخطير:
إنّ الرجل له سابقة في التلاعب بعقول الناس وخديعتها، ومن المهازل أنّه يتّهمُ الفقهاء والحوزات العلمية باستغفال الناس وتزييف الحقائق، ثم يصوِّرُ لهم أنّه المنقذ والمصلح والمجدد، وهو بنفسه قد مارس التدليس والكذب على الناس صِيانة لاستثمارات أستاذه في سوق «التمرجُع»، ورحم الله من كان لديه ذرّة من الحياء، فالإصلاح والتنوير لا يكونُ بالكذب على الناس وإلقاء ثقل المآزق على أتباع الخطّ الأمويّ، فرُبَّ شيطنةٍ هي أفظعُ من شيطنةِ أتباع بني أميّة!
واللافتُ في الأمر أنّه يصرّح أنّه البعض لا زال مقتنعاً أنّ فبركة التسجيل قام بها بعض أتباع الخطّ الأمويّ، أي أنّ ضحايا كذبه لا زالوا غارقين في الأوهام.

[هذه الجزئية منقولة من مقال سابق نشرناه هنا]

الأحد، 28 أبريل 2019

أحمد الكاتب ومسؤولية الأمانة العلميّة [2]


بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الكاتب ومسؤولية الأمانة العلميّة [2]

وفي ذات السّياق، عند الاستدلال على نفس الدعوى التي أشرنا إليها في القسم الأول والتي عبّر عنها أحمد الكاتب بقوله: [وبالرغم مما يذكر الإماميون من نصوص حول تعيين النبي للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده إلّا أنّ تراثهم يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها] ذكرَ روايةً أخرى عن الشريف المرتضى (رحمه الله)، وهي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونصُّها:
[وإنّ أمير المؤمنين قال: دخلنا على رسول الله حين ثقل، فقلنا: يا رسول الله استخلف علينا، فقال: لا، إني أخاف أن تتفرّقوا عنه كما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون، ولكن إنْ يعلم اللهُ في قلوبكم خيراً اختار لكم].
انظر: تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، ص19.

ثم أشارَ في الهامش إلى المصدر وهو كتاب (الشّافي في الإمامة) للشريف المرتضى.

ومن يراجع كتاب (الشافي) سوف يجدُ أنّ الروايةَ ليست من كلام الشريف المرتضى واستدلاله، بل هي ضمن كلام أبي علي الجبائي، وقد ذكره القاضي عبد الجبار المعتزلي للإشكال على الشيعة الإماميّة.

جاء في كتاب (الشافي، ج3، ص90): (قال: وبيَّنَ - يعني أبا عليّ - أنّ لمن خالفهم أن يدّعوا مثل ذلك في النص على أبي بكر لأنّ أصحاب الحديث فيهم كثرة،..إلخ)، والقائل هو: القاضي عبد الجبار المعتزلي، وأبو علي هو الجبائي.
ثم ذكر جملة من الروايات في الصفحة التالية رقم [91]، ومنها الرواية التي ذكرها أحمد الكاتب.
فيتبيّن للقارئ أنّ هذه الرواية من روايات أهل الحديث [السنّة] قد جاء بها أبو علي الجبائي المعتزلي ونقلها عنه القاضي عبد الجبار المعتزلي للإشكال بإمكان معارضة حجج الشيعة فيما يذكرونه حول تواتر النص على أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

إذن:
الرواية سنيّة.
ينقلها معتزلي عن معتزليّ للإشكال على الشيعة.
وقد شرع الشريف المرتضى بنقضها والجواب عليها في الصفحات اللاحقة، فلاحظ ما جاء في الشافي، ج3، ص96.

فكيف تثبت دعوى أحمد الكاتب الكاذب بأنّ التراث الشيعي يحفلُ بـ«بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها»؟!!

والجديرُ بالذكر: أنّ هذا الخبر وسابقه المتقدم في القسم الأول - بغض النظر عن مصدريهما - لا يصحّان عند الشيعة وفقاً لشروط علم الدراية، والعجيب أنّك تجد أحمد الكاتب يحتجّ بالأحاديث المرسلة وروايات الضعاف والمجاهيل، وإذا ردّوا عليه بأحاديث تثبت الإمامة والنصّ على الأئمة فإنّه يستحضر الأدوات الرجالية للقدح في الأسانيد والروايات ليسقطها من الاستدلال، أما هو فغير مطالب بالالتزام بقواعد علم الرجال والحديث، ولعله أجلّ شأناً من ذلك، والعياذ بالله من هذه الشيطنة والتلاعب بالعلم!

المشكلة أنّ أمثال هذه النماذج الساذجة يتم تسويقها على أنّها ناقدة بصيرة للعقيدة المهدويّة، وأنها أتقنت مهمة تفنيدها بأسلوب علميّ، في حين أنّ الكتابات التي تنطلق من خلفيّة سياسية وحزبية وصراع ما وراء الكواليس لا يمكنها أن تجتمع مع المعايير العلميّة في البحث العلميّ.

كلام أحمد الكاتب في كتابه (تطور الفكر السياسي الشيعي..)

النقل الصحيح من كتاب (الشافي في الإمامة)

أحمد الكاتب ومسؤولية الأمانة العلمية [1]

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الكاتب ومسؤولية الأمانة العلمية [1]

كثيراً ما يتبجّحُ البعض أمام النّاس بأنّه طالبٌ للحقّ وباحثٌ عن الدليل، ولكنه في الوقت نفسه يمارس الكذب والتزوير والتدليس، ويحاول أن يمرر ذلك على عامة الناس الذين ربما انبهر بعضهم من ذكر المصادر وتتبع الأقوال، وربما مدحوا شخصاً بالموسوعيّة لأجل تلك الظواهر والمظاهر.

ولكنّ لبّ الحقيقة يكمن في مدى تمسّك الباحث بالدليل العلميّ الواضح وبُعده عن بتر النصوص واقتطاعها، وممارسة الادّعاء الكاذب، ونسبة أقوالٍ ملفّقة إلى العلماء عبر هذه الأساليب التي لا تنسجمُ مع البحث العلميّ.

وممن استغرق في استعمال هذه الأساليب هو (أحمد الكاتب) الذي يُقدّمه البعض على أنّه باحث فنّد العقيدة المهدوية لدى الشيعة، ومع غضّ النظر عن الدوافع السياسيّة والحزبيّة التي دفعته لإنكار هذه العقيدة، إلا أنّ البعض يحمله على صفة البحث العلميّ قسراً، ويكابر ويطلب منّا حواره، مع سعة فراغه علمياً، وأنا بطبيعتي أشمئزّ من الحوار مع من يفقدُ أصول وضوابط البحث العلمي، وأهمها: التوثيق الدقيق، التسلسل المنطقي في الاستدلال.

وهذا الرجل فاقد لأدنى درجات الضبط في التوثيق، ولو عُرِض كلامه على لجان التحكيم العلميّة في المحافل الأكاديميّة لأسقطوا كتاباته أرضاً لما فيها من الخلط والخبط والتمويه، ومن هنا أبدأ بعرض نموذج واحد حاول أن يؤسِّسَ به استدلاله على فكرة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يوصِ لأحدٍ بالخلافة، فلنتابع ما يلي:

أولاً: قال أحمد الكاتب في كتابه (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، ص19) عند بداية الفصل الأول ما نصّه:
[وبالرغم مما يذكر الإماميون من نصوص حول تعيين النبي للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده إلّا أنّ تراثهم يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها. تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى - وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري - إنّ العباس بن عبد المطّلب خاطب أمير المؤمنين في مرض النبي أن يسأله عن القائم بالأمر بعده «فإن كان لنا بيّنه وإن كان لغيرنا وصّى بنا»..].

ثانياً: إذن، محطّ الاستدلال هي رواية العبّاس، فهل هي من رواية الشريف المرتضى أم أن هناك بتراً في السياق؟ من يراجع كتاب (الشافي في الإمامة) سوف يجدُ أنَّ الكتاب ردٌّ على كتاب (المغني) الذي ألفه القاضي عبد الجبار المعتزلي، وهذه الرواية ليست من كلام الشريف المرتضى (رحمه الله)، بل هو نقل لكلام القاضي المعتزلي ثم بدأ بنقضه، ويدّلك على ذلك ما جاء في كتاب (الشافي في الإمامة، ج2، ص151) حيث قال الشريف: [قال صاحبُ الكتاب حكاية عن أبي هاشم: «وكيف جاز أن يقول له العباس ورسول الله صلى الله عليه وآله عليل: سله عن هذا الأمر فإن كان لنا بيّنه، وإن كان لغيرنا وصّى بنا...»].
فهذه الكلام ينقله الشريف المرتضى من كتاب القاضي عبد الجبار المعتزلي الذي نقل الرواية والإشكال بها عن أبي هاشم الجبائي المعتزلي المعروف.

إذن؛ الرواية ليست من روايات الإمامية بل هي من روايات المعتزلة التي يشكلون بها على النص بالإمامة.

ويزيد الأمر وضوحاً، وهذا التدليس بشاعةً أنّ الشريف المرتضى قد نقد هذا الاستدلال في الصفحة التالية بعد أن فرغ من نقل كلام المعتزلي، فقال معلّقاً على هذا الاستدلال: [يُقال له: أما سؤال العباس رضي الله عنه عن بيان الأمر من بعده فهو خبر واحد غير مقطوع عليه، ومذهبنا في أخبار الآحاد التي لا تكون متضمنة لما يعترض الأدلة والأخبار المتواترة المقطوع عليها معروف، فكيف يُعتَرضُ بما ذكرناه من أخبار الآحاد؟!..].

فلا الرواية من روايات الشيعة.
ولا يوجد لها سند إمامي.
بل هي من روايات المعتزلة.
وفوق ذلك يردّها الشريف المرتضى ولا يقبلها.

فهل يصدق بعد ذلك ما قاله الكاتب الكاذب أنّ تراث الإمامية «يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها»..

كلام أحمد الكاتب في كتابه المذكور

النقل من كتاب (الشافي في الإمامة)

الثلاثاء، 26 مارس 2019

فضائل وخصال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الأحاديث المعتبرة (2)


بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل وخصال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الأحاديث المعتبرة


تعجزُ الأقلام حقّاً عن إحصاء فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو إمام الموحدين، وسيّد المؤمنين، وخير البرية أجمعين، الذي أقام أعواد منابر الإسلام بسيفه، وضرب بعمله الصالح أروع أمثلة الزهد والتقوى، وهو في العِلم سابقُ العالمين، وفي العبادة قد سادَ العابدين، وفي التجافي عن دار الغرور قد أتعبَ من بعده إذ طلّقها إلى الأبد حينَ رآها كالحيّة ليِّنٌ مسها قاتلٌ سمُّها، .. وفي المقام نذكرُ جملةً من الأخبار التي تشيرُ إلى بعض خصاله الرفيعة، فهذه الأخبارُ تبيّنُ:
1. عظمة جهاده بين يديّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).
2. تأييد الله له في الحرب بجبرائيل وميكائيل عن يمينه ويساره.
3. أنّه كان منصوراً دائماً بمددِ الله وعونه وتأييده.
4. كان سابقاً مرتفعَ المقام، لا يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، لا في علم ولا عملٍ.
5. أنّه استشهد وتركَ تركةً تقدّر بـ700 درهم فقط.

وهذا الخبر معتبرٌ بلا ريب، قد أقرّ بذلك أهل التحقيق، فهو مما صحّت طرقه عند أهل السنة والشيعة الإماميّة معاً، فضلاً عن تعدّد طرقه الموجب للاطمئنان بصدوره.

أولاً: روى ثقة الإسلام الكليني بسندٍ صحيحٍ:
(محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد؛
وعليُّ بن محمد، عن سهل بن زياد جميعاً؛
عن ابن محبوبٍ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «لما قُبِضَ أمير المؤمنين عليه السلام، قام الحسنُ بن علي عليه السلام في مسجد الكوفة، فحمدَ الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: أيها الناس، إنّه قد قُبِضَ في هذه الليلة رجلٌ ما سبقهُ الأولون، ولا يُدركه الآخرون، إنْ كان لصاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن يمينه جبرئيل، وعن يساره ميكائيل، لا ينثني حتى يفتح الله له، واللهِ ما ترك بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله، والله لقد قُبِضَ في الليلة التي فيها قُبِضَ وصي موسى يوشع بن نون، والليلة التي عُرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن»(1).

ثانياً: روى أحمدُ بن حنبل في مسنده:
(حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله يبعثه بالراية: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يُفتَح له).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حَسَنٌ)(2).

ثالثاً: روى أحمد بن حنبل في مسنده بإسنادٍ آخر:
(حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي رضي الله عنهما، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حَسَنٌ)(3).
وعلّق على هذا الخبر المحققُ أحمد شاكر بقوله: (إسناده صحيح)(4).
وعلّقَ على هذا الخبر المحقق وصي الله بن محمد عباس بقوله: (إسناده صحيح)(5).

رابعاً: روى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه:
(حدثنا عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: سمعت الحسن بن علي قام خطيباً فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس، لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ولقد كان رسول الله يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً)(6).
وقد روى الحافظ ابن حبان هذا الخبر من طريق أبي بكر بن أبي شيبة بنفس هذا الإسناد في صحيحه، وهو لا يروي فيه إلا ما كان صحيحاً عنده، وقد أشار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى صحّته أيضاً (7).
كما أشار المحقق وصي الله بن محمد عباس إلى صحّة الإسناد، فقال عند تعليقه على الخبر من رواية أحمد في الفضائل: (وأخرجه ابن حبان كما في الموارد من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق. وإسناده صحيح)(8).
وروى ابن أبي شيبة أيضاً: (حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة علي، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله يعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح الله عليه).
وعلّق المحقق محمد عوامة على هذا الإسناد بقوله: (إسناد المصنف حسن)(9).



ــــــــــــــــــ
(1) الكافي الشريف، ج2، ص486-487، كتاب الحُجَّة، باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام، رقم الحديث 8.
(2) مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص246، رقم الحديث 1719.
(3) مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص247، رقم الحديث 1720.
(4)  مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص344، رقم الحديث 1720.
(5) فضائل الصحابة لابن حنبل، ج1، ص674، رقم الحديث 922.
(6) المصنف، ج17، ص119-120، رقم الحديث 32768.
(7) التعليقات الحِسان على صحيح ابن حبان، ج10، ص74، رقم الحديث 6897.
(8) فضائل الصحابة لابن حنبل، ج1، ص674، بالهامش.
(9) المصنف، ج17، ص124، رقم الحديث 32773.

الاثنين، 18 مارس 2019

فضائل وخصال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الأحاديث المعتبرة (1)


بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل وخصال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الأحاديث المعتبرة

روى الشيخ المفيد في الأمالي بسند صحيح:

حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
(يا علي أنت مني وأنا منك، وليُّك وليي ووليي وليُّ الله، وعدوُّك عدوِّي وعدوِّي عدوُّ الله.
يا علي أنا حربٌ لمن حاربك، وسلمٌ لمن سالمك.
يا علي لك كنزٌ في الجنة وأنت ذو قرنيها.
يا علي أنت قسيم الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته، ولا يدخل النار إلا من أنكرك وأنكرته.
يا علي أنت والأئمة من ولدك على الأعراف يوم القيامة تعرف المجرمين بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.
يا علي لولاك لم يُعرف المؤمنون بعدي).

📚 أمالي المفيد ص٢١٣، المجلس ٢٤، رقم الحديث ٤.


الأحد، 17 مارس 2019

جنبلاط الحوزة العلمية: يحوطون التقليد ما درّت معايشهم، فإذا فُتنوا منعوا التقليد!


جنبلاط الحوزة العلمية: يحوطون التقليد ما درّت معايشهم، فإذا فُتنوا منعوا التقليد!

ضمن قفزةٍ بهلوانيّة أخرى، خرج ميثاق العسر داعياً النَّاسَ إلى عدم تقليد الفقهاء، فكتب بتاريخ (6/3/2019) ما نصّه: (لا تضعوا قلادة التّقليد الباطلة في أعناقكم فتكونوا أسارى بيد من يجهل حاضره ومستقبله بل وماضيه النّافع أيضاً؛ فكلّ ما تسمعونه من أدلّة وجوب التّقليد بل والإفتاء ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالتّقليد والإفتاء بصيغتهما الحوزويّة المعاصرة، وإنّما هي مساع حوزويّة تأتي في سياق الصّراع من أجل إثبات الذّات، وليس لها علاقة بدين الله الواضح الجليّ السّاطع والمنير، فتأمّلوا كثيراً، والله من وراء القصد).

إذن: بالنسبة إليه، التقليد الآن هو عبارة عن مساعٍ حوزوية في صراعٍ لإثبات الذات، وليس نافذةً لإبراء ذمّة المكلف في إتيانه التكاليف الشرعيّة!

وبغضّ النظر عن التهريج البعيد عن النقاش العلميّ في هذا الكلام، فإنَّه لا يخفى على القُرّاء الكرام أنّك كُنت بوقاً داعياً لمرجعيّة أستاذك الحيدريّ وتقليده، وهنا نعرضُ للإخوة بعض ما يتّضحُ به أنّ آراء هذا الرجل تدور مدار مصالحه ومنافعه، فهو يتقلّبُ بين الأقوال وفقّ مصلحة جرِّ النار إلى قُرصهِ، ونقول:

أولاً: لقد اعترفتَ بأنّك زمان دعوتك لتقليد أستاذك كمرجعٍ شموليٍّ أعلم كنت لا تعتقدُ باجتهاده فضلاً عن أعلميّته، وكنت تعرفُ أنَّ مزاج أستاذك لا يُلائم مذاق الفقاهة، فهو غارقٌ إلى أبعد حدٍّ في دروس الفلسفة والعرفان دون الفقه والأصول، ومع ذلك خدعتَ النَّاسَ وكذبتَ عليهم وروَّجتَ لشخصٍ ما شمَّ رائحةَ الفقه قط بشهادة السيد الفقيه محمود الهاشمي الشاهروي (رحمه الله)، وللقارئ أن يطّلع على بعض اعترافاتك بالكذب وستر الحقائق عن الناس بهدف جمع الأتباع المقلّدين الذين سينتفعُ أستاذك بهم ماديّاً في مرحلة لاحقة.

1. كتب ميثاق العسر على صفحته الشخصية في فيسبوك بتاريخ (23/6/2015): (فأنا يا أصدقائي: تلميذه (الوحيد) ـ وأضع الوحيد بين قوسين لتأكيدها ـ الذي وقف معه في (التأسيس) لمشروع مرجعيّته، ودفعه للتصدّي لمقام الإفتاء؛ وهو أمرٌ كلّفني كثير من المخاطر التي لا أجد الفرصة مناسبة لذكرها، ولكن ـ وأيّ لكن هذه ـ لم يكن وقوفي معه ودفعي إياه لذلك قائماً على أساس اعتقادي باعلميّته الفقهيّة أو الشموليّة (كشخص)؛ فهو يعرف جيّداً: إنّي لست مؤمناً بذلك، بل كان يتجنّب الحديث معي حول اجتهاده واعلميّته أصلاً..إلخ).
2. كتب ميثاق العسر على صفحته بتاريخ (5/6/2015): (سألني السيد الخامنئي (دامت بركاته) يوماً بلغة عربية (فصيحة) وأنا أستقبله وأحتفي به في غرفة مؤسسة الإمام الجواد (ع) التي خصّصناها لعرض تراث السيد الحيدري المرئي والمسموع:
هل له كتبٌ فقهيّة؟
سرعان ما أجبته: نعم سيدنا الجليل؛ لديه كتاب (لا ضرر ولا ضرار) تقريراً لأبحاث السيد الصدر...!!!!
لم يكن بوسعي أن أقدّم غير هذا الجواب لسؤال عرفت في داخلي سرّه وما ورائياته، وتفطّنت لدقّته وعمق مرتكزاته؛ فالحضور الفقهي ولو على المستوى اليسير كان أرقاً يلاحقني وأنا أدفع باتجاه مشروع المرجعيّة الشموليّة وأبشّر به، وهي المعضلة التي احرجتني كثيراً مع بعض الفضلاء من أصدقائي، وحاولت جاهداً ردمها من خلال الضغط على صاحبي نحو الاهتمام بالدرس الفقهيّ، لكن صاحبي أبى واستعصم ولسان حاله يقول: إن ابن عربي أكرم مثواي، إنه لا يفلح الفقهاء والمحدّثون)، انتهى النقل بنصّه.

وهذا النصّان يكشفان عن مسألة خطيرةٍ جدّاً، وهي أنّ صاحبنا العسر كان يدعو إلى تقليدِ رجلٍ لا حظَّ له من الدراية الكافية بعلمَيْ الفقه والأصول، وقد كان في داخله غير مؤمنٍ بفقاهته وأعلميّته، ومع ذلك يدعو النّاس إليه، فكان مصداقاً للكذّاب المخادع الذي يتكلّم وفقاً لمنطق المصلحة والمنفعة الخاصّة.
ويا للمُفارقة:
أ. في زمان إيمانه بالتقليد دعاهم إلى تقليد فاقد الفقاهة والأهلية للمرجعيّة والتقليد.
ب. في زمان إنقلابه ينهاهم عن الرجوع لأحدٍ متجاهلاً الفقهاء المجتهدين العدول!

ومفارقة أخرى: إنّه بعد أن طُرِدَ من قِبل أستاذه عن مشروع المرجعيّة الشموليّة، أصبح يجاهرُ بفقدان أستاذه لأهليّة التقليد والتصدّي للمرجعيّة، وصرَّح مُعرِّضاً بأستاذه أمام النّاس أن الذي ينبغي تقليده هو الذي ثبت اجتهاده التقليديّ عبر الآليات الحوزوية المتعارفة، وهذا الكلام لم يقله عبثاً، وإنما في سياق تحطيم صورة أستاذه الذي طرده مدحوراً بالخيبة، وفي ذلك السياق، وللمزيد من التحطيم، منح الاجتهاد التقليديّ والآليّات الحوزويّة المتعارفة الشرعيّةَ الكاملة والحجيّة التامّة، لماذا؟ لأنه في مقام تحطيم مرجعيّة أستاذه وتسقيطها، ولكل مقام مقال!
كتب ميثاق العسر على صفحته بتاريخ (24/6/2015): (إن مفتاح الاجتهاد الشمولي ومرجعيّته هو: التسلّح بالاجتهاد (التقليديّ)؛ فإذا أراد أحدٌ أن يدّع لنفسه (مرجعيّة شموليّة) فعليه أن يثبت أولاً: اجتهاده التقليديّ من خلال آليّات الحوزة المتعارفة، وحينذاك يجوز للمكلّف تقليده إذا ثبتت له اعلميّته)، انتهى.
والسؤال: أين كانت هذه النباهة والذكاء والحذاقة حينما كُنتَ تخدعُ الناس بالترويج لمرجعية رجلٍ لا حظّ له من الفقاهة والاجتهاد التقليديّ؟!

ومفارقة أخرى: أنّ من لوازم كلامه في تشويه التقليد الطّعن في سماحة السيّد الفقيه محمود الهاشمي الشاهروديّ (رحمة الله عليه)، وهذا ليس بشيء في نظر صاحبنا، فإنّه كـ(الطّاعن نفسَه ليقُتلَ رِدْفَهُ)، فماذا لو سألَ أحدٌ ميثاقَ العسر وقال له: أنت ادّعيت أنّ التقليد بصيغته المعاصرة يأتي في سياق صراعات حوزويّة لإثبات الذّات، فهلَّا حدَّثتنا عن جهود أستاذك المرحوم في طرح مرجعيّته وتقليده بـ(صياغته الحوزويّة المعاصرة) ضمن الصراعات التي لا تمتّ للدين بصلة؟! ولأيّ شيء كان أستاذك يصارع ما دام أن هذا صراع لا ربط له بالدين؟! ماذا سيكون جوابه حينها؟!
نعم؛ مثله لا وفاء عنده لأستاذه، ومن الممكن أن يطلق كلاماً يشمل أستاذه بنحوٍ أعظم من ذلك، المهم أن يوجّه مطاعنه إلى الحوزة العلميّة ولو كلّفه ذلك إسقاط سمعة أستاذه الذي بذل شطراً من عمره ليكون له ولأمثاله مربياً ومعلّماً، ولكن الزراعة في الأرض السبخة لا تُثمر، كما لا يُثمر كرمُ الكرام في الأراذل واللئام.
فهذا المنطق يستلزمُ الطّعن في أستاذه الذي له الفضل عليه من رأسه إلى أخمص قدمه، ونحنُ نربأ بفقيهٍ كالسيد الشاهروديّ (رحمه الله) وغيره من الفقهاء الأعلام أن يكونوا كما وصفَ هذا الجنبلاطيّ المتقلّب، فإنّه يكذب ويفتري لأنّ التقليد لم يعد (يدرّ عليه معايشه)، وهو يؤيّد التقليد متى اجتمع الأتباعُ لمرجعيّة تدرّ عليه شيئاً لدنياه، فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قلَّ الديَّانون.. وهذا هو ديدنُ عبيد الدنيا.

والخلاصة: إنّ أمثال هذا المتلوّن وأشباهه لا يمكن ائتمانهم على الموقف العلميّ المُنصف تجاه فكرة التقليد، وإنّما هو مجرّد إنسان متقلّب يتكلّم بحسب الأرضية التي يقف عليها، والمصلحة التي ينتفعُ منها، فإنه..
1. إذا كان عبداً موظّفاً في مكتب أستاذه الحيدريّ فينبغي أن يقوم الناس بالتقليد، حتى وإنْ كان الحيدري فاقداً لأدنى مقوّمات الأهلية.
2. وإذا ثار ضدّ أستاذه وأراد تحجيمه جعلَ (الاجتهاد التقليدي) معياراً، واعتبر آليات الحوزة العلمية المتعارفة مناطاً في الإثبات، وقَبِلَ بها حُجَّـةً لجواز التقليد.
3. وإذا خسر دنياه في التجارة بالدين، ذهب إلى نفي التقليد رأساً؛ لأن المضاربة التجاريّة في بازار الترويج للمرجعية الوهميّة المنتفخة إعلامياً لم تكن ناجحةً، وكانت صفقةً خاسرةً، وخسرت صفقة عبدٍ لم يهذّب نفسه حتى أمسى تاجراً بدينه.

كذبة وجوب التقليد بصيغته المُعاصرة!!

اعترافه بقصور أستاذه الحيدري فقهاً وأصولاً في زمن ترويجه لمرجعيّته، ومع ذلك كان يدعو إلى (تقليده)

واعترافٌ آخر..


قوله بوجوب الاجتهاد التقليديّ وحجيّة الآليات الحوزوية المتعارفة في إثباته...ولك أن ترى القفزة المصلحيّة بين (حجية الآليات الحوزوية المتعارفة) إلى (بطلان الصيغة المعاصرة للتقليد)!!

الاثنين، 11 مارس 2019

ميثاق العسر يعترف: حديث «فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني» هو حديث قطعيّ الصدور عن النبي (ص)


بسم الله الرحمن الرحيم
ميثاق العسر يعترف: حديث «فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني» هو حديث قطعيّ الصدور عن النبي (ص)

ضمن نشاطاته «التنويريّة الفذّة»، وفي سياق مواعظه «التحقيقيّة الجليلة»، خرج علينا ميثاق العسر بخطابٍ عظيمٍ وجَّههُ لخطباء المنبر الحُسيني ليُحذِّرهم من اعتماد المرويّات الضعيفة والباطلة، وفي خاتمة حديثه نصحهم بأن لا يأتوا بتلك المكذوبات؛ لأنّ في ذلك إيذاءً لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) في حقِّها: (من آذاها فقد آذاني)، فلا ينبغي للخطباء الكرام أن يقعوا فيما يؤذي الزهراء (عليها السلام)، وإليك نصّ كلامه:

كتب ميثاق العسر بتاريخ (24/6/2016) مقالةً بعنوان: (علاقة فاطمة بليلة القدر)، وقال في خاتمتها ما نصّه: (وإن السيّد فاطمة الزهراء "ع" لا تحتاج إلى كرامة من الله عزّ وجل كي نتحدّث عن كونها هي ليلة القدر؛ فهي بنت محمد، وزوج علي، وأم الحسنين، وهي من قال عنها خاتم الأنبياء: فاطمة بضعة منّي، من آذاها آذاني؛ فلماذا نؤذيها بنسبة أشياء غير جزميّة الصدور إليها؟! وهل ترضى فاطمة الزهراء أن نبني مجتمعاً شيعيّاً لا يحترم عقلانيّته ولا منطقيّة متبنياته؟!).
والمنشور موثّقٌ عبر ثلاث آليات:
1. الصورة المرفقة من صفحته بالفيسبوك، وقناته بالتلغرام.
2. تصوير مقاطع مرئيّة سيتم عرضها إنْ تم التلاعب في المنشور بالفيسبوك والتلغرام.
3. تمّ نشر المقال بنفس التاريخ في موقع (المثقّف)، وتم توثيقه هناك بنفس الطريقة، وهذا هو الرابط: http://www.almothaqaf.com/index.php/aqlam2016/907126.html

ولعلّك تسأل: كيف عرفت أنّه حكم على الرواية أنّها معتبرة مقطوع بصدورها؟!
فنقول: نحن لا نشكُّ في أنّ سماحة المحقق الخبير والمدقِّق النحرير قد ذكر هذه الرواية بعد أن أحرزَ صحّة صدورها عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وذلك لجملة من القرائن:
أولاً: إنّه كان في مقام وعظ الخطباء بالاحتراز عن الروايات الضعيفة والموضوعة، فلا ريب في كونه مُحترزاً يعملُ بمواعظه العميقة الدقيقة، وأنّه لا ينصح الخطباء بتجنّب الروايات التي لم تثبت ومن ثمَّ يقوم بإيراد رواية ضعيفة لم تثبت عن النبيّ (صلى الله عليه وآله).
وإنه قد قال في مقاله بعد أن أورد الحديث: (فلماذا نؤذيها بنسبة أشياء غير جزميّة الصدور إليها؟!)، وبالتالي فهو لا يقبل أن يُنسب للنبيِّ ما لا يُقطع بصدوره عنه، وبما أنّه نسب الحديث للنبي (صلى الله عليه وآله) فلا شكّ أنه مقطوعٌ الصدور!
ثانياً: إنّ المحقق الفذّ ميثاق العسر حينما تحدَّى الشيعةَ بإثبات الحديث قد طالبهم بإثبات سندٍ صحيحٍ لحديث غضب الزهراء (عليها السلام)، فلا يُعقل أن يضع شروطاً لثبوت الحديث خلاف ما يتبنّاه، فهذا من التعنّت واللعب الطفوليّ، وهو خلاف النزاهة العلمية التي يَسْبَحُ فيها صباحاً ومساءً!! وهذا يكشفُ عن كون المناط لديه في الثبوت هو الاعتبار والصحّة وما دام أنّه قد نسبَ الرواية للنبي بصورةٍ قطعيّةٍ دون ترديد، فلا نستريبُ في كون سندها صحيحاً.. ونحنُ من هنا نشكرهُ على جهوده التحقيقية العميقة التي لم يسبقه إليها الأولون والآخرون!!


آن للتهريج أن ينتهي، وليتفرّج الجميع على صبيانيّة الجنبلاطيّ السّفيه!

يأتي هذا البيان زيادةً في إيضاح مكابرته الحمقاء وإصراره على المشاغبة الطفوليّة فيما يخصّ الأسانيد الثلاثة للصدوق والتي اعترف أنّها معتبرة عند علماء الإمامية ومحققيهم، وبعد أن أُحرِجَ باعترافه قام بتحريف منشوراته كما بيّنا سابقاً، ثم صار يتقافز في مشهد سَفهيِّ طفوليّ بتناول بعض الروايات للتهريج عبر طرح إشكالات سخيفة للقدح في اعتبار الأسانيد الثلاثة، وسوف نتعرض لها لاحقاً، ولكن أحببنا تقديم هذه الإضافة مع ما سبق من اعترافاته السابقة، ليتضح للجميع مدى التلوّن والتناقض واللعب على عقول النّاس!

والآن: لكم أن تستمتعوا برؤية تقلبّاته الجنبلاطيّة، فمثل هذا الصنف فاقد لأدنى أنواع الحياء أو الخجل، وسوف يقفزُ ويهرِّجُ، فهو ممن يظنّ أن المعرفة والدِّين لا يكتسيا ثوب الاعتبار إلا إن أُمضيا بقلمه الارتزاقيّ الرخيص، مع العلم أنّه كان يذمّ أستاذه على التعامل بهذا النهج، حيث وصفه بأنّه ممن يرى أنّ المعرفة فقط وفقط لا بُدَّ أن تمرُّ عبره، حيثُ قال بتاريخ (15/5/2015) ذامّاً أستاذه الحيدري: (لستُ من دعاة الخرافة ولا الأساطير ولا القصص ولا الرؤيا ولا الغلو ولا وساطة الفيض... وغير ذلك ممن تطول القائمة بذكره، لكن إغلاق هذا الباب على الغير وفتحه للنفس فقط يعني أنّ المعرفة والدين لا بد أن يمرا عن طريقي فقط وفقط).

وها هو الآن يسلبُ عن العلماء والمحققين الأهليّةَ للتحقيق والمعرفة ويكيل لهم سيل الاتهامات والافتراءات، وأنّه هو النزيه والحياديّ، بينما غيره لا يتكلّم إلا لحفظ مصالحه الشخصية أو لمنافع مذهبيّة أو لأنهم متعصبون مذهبيّون ..إلخ، أما هو فإنّه الحق المحض، العليم العيلم الأعلم، الخبير المحقق والفطحل المدقق الذي ينبغي أن يميل الجميع خلفه، فإذا قال إنّ السيّد السيستاني هو الأعلم فيجب أن يقبلوا منه، وإن قال لهم إنّ السيد السيستاني فتاواه تحبس مطر السماء وتمنع بركة الأرض فيجب أن يصدّقوا أيضاً، وإن قال لهم هلّموا إلى مرجعية أستاذي الشموليّة فيجب أن يقلّدوه، ويوم خسارته أسهمه في استثمار التمرجع وقوله لهم إنّ تقليد الفقهاء باطل فيجب أن يذعنوا أيضاً.. وهكذا ينبغي أن تُلغى العقول وتدور مع جنبلاطيّة العسر حيثما دار! لماذا؟ لأن الدين والمعرفة لا ينبغي أن يمرّا إلا عبره فقط وفقط!!

وهنا نراهُ يمارس نفس الأسلوب، فهو متى أراد أن يُقرِّع الخطباء ويزجرهم وظَّفَ هذا الحديث ويكون حينها ثابتاً صحيحاً، ويا سبحان الله، حينما أراد أن يلعب لعبة تصفية الحساب مع بعض الأطراف الحوزويّة فإنّه مستعد للعب بالحديث والعقائد والفقه وبدين النّاس وكل شيء، المهم إنجاز ثارات ما وراء الكواليس، والخاسرُ الأكبر من لا يعرف أسرار هذه الحرب القذرة.. وأنّها ليست لتحقيق ولا تنوير، وإنما هي دنيا أعرضت عنهم فحاولوا أن يجتذبوها مرة أخرى بالانتقام من الحوزة العلميّة ومغازلة شيوخ الوهّابية في الخليج، وإلى الله عاقبة الأمور.

يشاءُ اللهُ أن يُقيم الحُجَّة عليهم بأفواههم،.. ولا حافظةَ لكذوبٍ ومتناقض.

.
.
.
.
ملاحظة:تظهر الصور بوضوح بعد تكبيرها بالضغط عليها.



اعترافه بصحّة حديث "من آذاها فقد آذاني"..




المنشور في قناته بالتلغرام


يذمّ أستاذه على تقلّباته وأنه يتعامل كما لو أنّ المعرفة والدين لا بد أن يمرّا عبره، واليوم يمارس نفس السياسة..
وهذا هو ديدن المشككين في تناقضاتهم