الخميس، 14 فبراير 2019

[13] زيارة الأربعين عند السيد الخوئي

بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة الأربعين عند السيد الخوئي (رحمه الله)


بقلم الشيخ: محمد جاسم.

تعليقاً على ما كتبه ميثاق العسر بعنوان: (زيارة الأربعين عند المرحوم الخوئي) [لاحظ ذيل المقال]:

١ـ إنّ زيارة الحسين (عليه السلام) من المستحبات الأكيدة التي وردت في الحثّ عليها النصوص الكثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام)، ولمّا كانت هذه النصوص عامّة فهي تثبت استحباب الزيارة في جميع الأيام والأوقات.
وبعد هذا لا أدري ما هو سبب الإصرار على الحديث عن زيارة الأربعين بخصوصيتها وعن ثبوت أو عدم ثبوت استحباب خاصّ لها؟ ولا أدري ما علاقة ما في نهاية المنشور عن رجال قلوبهم كزبر الحديد لا تأخذهم في الله لومة لائم... (إلى آخر كلامه) بهذه المسألة؟ فهل ينبغي أن نبيّن لكلّ من يتصدّق على الفقراء في كلّ جمعة ـ مثلاً ـ أن التصدّق مستحب بشكل عامّ ولم يرد نصّ خاصّ على التصدّق في يوم الجمعة... وهكذا في بقية الأعمال وإلا كان ذلك تسطيحاً وتجهيلاً؟
إنّ زوّار سيد الشهداء (عليه السلام) راضون بـ(يكتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيّاً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ) [كامل الزيارات: ٣٠٧] الثابتة للزيارة بشكل عامّ بالسند الصحيح على منهج السيد الخوئي رحمه الله وغيره من العلماء وغير ذلك من الثوابات، ولا حاجة لإثبات زيارة الأربعين بخصوصها.

٢ـ سأضيف إلى ما في المنشور سؤالاً سادساً للسيد الخوئي رحمه الله، وهو: هل سيثيب الله تعالى من يأتي بالعمل الذي ورد استحبابه في الخبر الضعيف؟ وسيكون الجواب حينئذٍ: نعم، فإنّ بعض الروايات الصحيحة ـ والتي تُعرف بروايات (من بلغ) ـ تدلّ على أنّ الله سبحانه سيثيب من يأتي بهذا العمل.

ملاحظة: إنّ السيد الخوئي رحمه الله وإن لم يبنِ على حجّية الخبر الضعيف في باب المستحبات وعلى إثبات استحباب العمل بالخبر الضعيف ـ وهو ما يُعرف بـ(قاعدة التسامح في أدلّة السنن) ـ ، لكنه بنى على دلالة الروايات التي استدلّ بها على هذه القاعدة على ترتب الثواب على العمل إمّا من جهة دلالة الروايات على استحباب العمل بالعنوان الثانوي ـ كما بنى عليه في بعض دوراته الأصولية [دراسات في علم الأصول: ٣٠٢/٣] ـ ، أو من جهة دلالتها على أنّ الله تعالى يعطي الثواب على العمل بفضله ورحمته وإن لم يكن مستحباً بالعنوان الأولي أو الثانوي ـ كما بنى عليه في دورة أصولية أخرى [مصباح الأصول: ٣٦٩/١] ـ .. فالثواب ثابت على العمل عند السيد الخوئي رحمه الله على كلّ حال.