الاثنين، 11 فبراير 2019

[1] رسالتنا ..

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتنا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، حبيب إله العالمين، أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم ومبغضيهم إلى يوم الدين.

أما بعد؛
إنّ التشيع مذهبٌ يعتمدُ يُبرز اعتقاداته على أساس البرهان والدليل، ويطرح حججه وفقاً لمنطق العقل ومنهج الشرع، ولم تقف الشبهات ذاتَ يوماً كعقبةٍ صعبة أمامه، فإنّ سيرة أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وعلمائنا الأبرار كانت قائمة على إثراء المعارف العقائديّة بالأدلة والبراهين، وقد واجهوا جميع التساؤلات التي طُرحت بمناهج علميّة وأجوبة تحقيقيّة تنير الدرب أمام طلاب الحقِّ والحقيقة.

لقد كانت معتقدات شيعة أهل البيت (عليهم السلام) محلّ تساؤل وتشكيك وتشويه من قبل كثيرٍ من المنحرفين والمشككين عبر التاريخ، ومع ذلك بقيَ التشيعُ راسخاً باقياً لا يزولُ أمام تلك المحاولات، وقد مضت في القرون الأخيرة تجربة عظيمة جداً في مواجهة الفكر الوهابيّ، وخرجنا بحصيلةٍ مثمرة بيّنت قدرة التشيع على الثبات أمام سيل التشكيك والتشويه الذي مارسته الحركة الوهابية منذ نشأتها إلى عصرنا الحاضر، وحيثُ إنّ دور الحركة الوهابية آخذٌ بالأفول بعد أن قُتلت شبهاتهم بحثاً، ولم يبقَ لديهم إلا اليسير، ولا سيّما مع وجود بعض الخطوات الجديدة الآخذة بتضعيف حضور المؤسسة الدينية الوهابيّة مع وجود أطروحات بديلة عن تلك المؤسسة الهَرِمة، وقد جيء لمواجهة التشيّع بالبديل، عبر محاولة إحياء الشبهات والتشكيكات عبر بعض ذوي الأهواء من المحسوبين على التشيع سابقاً، والذين خلعوا رداء الحياء، وأسفروا عن قبيح مكنوناتهم، فأحيتِ الوهابيّةُ «حسين المؤيّد»، واحتفى آخرون بـ«أحمد الكاتب» و«محمد حسين ترحينيّ»، وابتهجَ غيرهم بشخصيّات أخرى خرجت من الوسط الدينيّ لفشل مشروعها الاستثماري هناكَ، من قبيل «ميثاق العسر»، الذي اعترفَ يوماً ما بأنّه كان بوقاً في ركاب اصطناع المرجعيّات الوهميّة، يبني لها دنياها على حساب آخرتها، ثم خرجَ عازفاً عنها بعد خلافاتٍ ماليّة وغيرها، ليُسفر عن وجهٍ انتقاميّ من تجربةٍ قاسيةٍ، فقرر أن يتحوّلَ إلى بوقٍ في ركابٍ آخرَ يستهوي بثّ الشبهات الركيكة، مستغلاً ضعف الإحاطة العلميّة لدى بعض الشباب المسلم، فكانت لعبةً قذرةً تعتاشُ على تضليل الناس وتشويش أذهانهم، فامتطى وسائل التواصل الاجتماعيّ ليمارس دوراً قذراً أُوكِلَ إليه، وقد آن أوانُ بيان الحقيقة ورفع الحجُبِ والأستار، وليعرفَ كلٌّ مشككٍ حجمه، وليتضح للقراء الكرام مستوى الأبواق التي أقرّت ذاتَ يومٍ أنّها لا تركضُ إلا بثمنٍ، وهذا الثمنُ إلى زوال، فـ«تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».

ومن هنا؛
نطلقُ هذه المدوّنة للإجابة على الشبهات التي يجترُّها بعض هؤلاء بلباسٍ عصريٍّ في وسائل التواصل الاجتماعي، وسوف نكون على تواصلٍ مع جميع الإخوة والأخوات لاستقبال تساؤلاتهم وإيضاح ما يلزمهُ التوضيح.

جمعٌ من طلاب الحوزة العلميّة
 مجموعة: «وتواصوا بالحقّ»